يمثل الحكم رقم 32394 المؤرخ في 11 أبريل 2024، والذي تم إيداعه في 9 أغسطس من نفس العام، قرارًا هامًا لمحكمة النقض في المجال السجني. يركز هذا القرار على مسألة الحقوق الذاتية للسجناء ودور الإدارة السجنية في ممارسة هذه الحقوق. على وجه الخصوص، تتعلق القضية بشكوى قدمها سجين بموجب المادة 35 مكرر من القانون 26 يوليو 1975، رقم 354، والتي أثارت تساؤلات حول شرعية القيود التي فرضتها الإدارة.
تعد الشكوى بموجب المادة 35 مكرر من القانون 26 يوليو 1975، رقم 354، أداة قانونية يمكن للسجناء من خلالها الاعتراض على القرارات التي تؤثر على حقوقهم. يوضح الحكم أن مجرد وجود صلاحيات تشكيلية للإدارة السجنية لا يلغي الحق الذاتي. بعبارة أخرى، حقيقة أن الإدارة يمكنها تحديد كيفية ممارسة حق ما لا تعني أن الحق نفسه يمكن التشكيك فيه.
الشكوى بموجب المادة 35 مكرر، القانون 26 يوليو 1975، رقم 354 - الانتماء إلى حق ذاتي - الصلاحيات التشكيلية المعترف بها للإدارة السجنية - الأهمية - الاستبعاد - تقييم قاضي الإشراف - الموضوع. فيما يتعلق بالنظام السجني، فإن الانتماء إلى حق ذاتي للوضع موضوع الشكوى المقدمة من السجين بموجب المادة 35 مكرر من القانون 26 يوليو 1975، رقم 354، لا يُلغى في حالة الاعتراف للإدارة السجنية بصلاحيات تشكيلية لكيفية ممارسة هذا الحق، وبالتالي في مثل هذه الحالات، يجب أن يشمل التقييم القضائي معقولية القيود المفروضة على التمتع بالحق من قبل القرارات التنظيمية للإدارة، ومدى ملاءمتها للتأثير على الجوانب الأساسية للحق، مما يفرغه من محتواه الأساسي.
أحد الجوانب الحاسمة في الحكم هو التأكيد على ضرورة أن يتعلق التقييم القضائي بمعقولية القيود التي تفرضها الإدارة السجنية. لا يكفي وجود هذه القيود؛ بل من الضروري أن تكون مبررة وألا تمس المحتوى الأساسي للحق المعني. يتماشى هذا المبدأ مع التشريعات الأوروبية لحقوق الإنسان ومبادئ الكرامة والاحترام للأشخاص المحرومين من حريتهم.
يقدم الحكم رقم 32394 لسنة 2024 رؤى هامة للتفكير في حماية حقوق السجناء والموازنة بين هذه الحقوق وصلاحيات الإدارة. يسلط الضوء على أهمية التقييم الدقيق والمعقول من قبل قاضي الإشراف، الذي يجب أن يضمن ألا تصبح القيود المفروضة على الحقوق مفرطة أو غير مبررة. في سياق قانوني دائم التطور، من الضروري الحفاظ على التركيز على الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية، حتى داخل أسوار السجن.