لا تزال مسألة الإخطارات الجنائية تولد نزاعات وعدم يقين تشغيلي. بموجب الحكم المؤرخ 20 فبراير 2025، والمودع في 31 مارس 2025، رقم 12367، تقدم محكمة النقض، الدائرة الجنائية الخامسة، قطعة تفسيرية جديدة تركز على صحة الإخطار الذي تم تسليمه ليس للمستلم ولكن لأحد أفراد أسرته المقيمين معه. تعود أصول القضية إلى طعن قدمته السيدة ف. س.، المتهمة التي اشتكت من خطأ في إخطار أمر الاستدعاء للمحاكمة الذي تم تسليمه لوالدها المقيم معها، على الرغم من أن السجل المدني يشير إلى عنوان إقامتها في مكان آخر.
رفضت محكمة الاستئناف في كاتانزارو الدفع ببطلان الإخطار. أمام محكمة النقض، أصر الدفاع على عدم دقة عنوان الإقامة الوارد في السجلات البلدية. أكدت المحكمة العليا رفضها، معتبرة أن شهادة مأمور التنفيذ بشأن إقامة المتهمة مع والدها الذي تسلم الإخطار كافية.
أكدت المحكمة أن شهادة مأمور التنفيذ تتمتع بحجية رسمية ما لم يعترض عليها صاحب الشأن بشكل صحيح بتقديم مؤشرات ملموسة تسمح للقاضي بممارسة سلطات التحقق.
فيما يتعلق بالإخطارات للمتهم غير المحتجز، فإن شهادة مأمور التنفيذ بأن الإخطار تم تسليمه لشخص مقيم مع المستلم - في هذه الحالة، لوالده - لها الأسبقية على نتائج شهادات السجل المدني، إن وجدت، التي قد تكون متعارضة، شريطة ألا يدعي المتهم عدم علمه بالوثيقة، مشيراً إلى العناصر المحددة التي تسمح للقاضي بممارسة سلطات التحقيق التلقائي.
يعزز المبدأ معيار العلم الفعلي بالوثيقة مقارنة بمجرد عنوان الإقامة المسجل. يحتفظ المتهم بالحق في إثبات أنه لم يتلق أبداً إشعاراً بالإجراءات، ولكنه يجب أن يقدم عناصر محددة (تغييرات موثقة في مكان الإقامة، عدم الإقامة المشتركة، شهادات طبية، إلخ) كافية لبدء تحقيقات القاضي التلقائية.
يلفت القرار الانتباه إلى بعض الاعتبارات العملية:
على المستوى القضائي، يتماشى المبدأ مع السوابق القضائية المتوافقة (محكمة النقض رقم 229/2018، 7399/2010، 9214/2005) ومع أحكام الدوائر الموحدة رقم 119/2005 و 7697/2017، التي كانت تمنح بالفعل قيمة أولوية لشهادة مأمور التنفيذ كوثيقة رسمية.
يوضح الحكم رقم 12367/2025 بشكل أكبر التوازن بين الضمانات الدفاعية ومتطلبات كفاءة الإجراءات الجنائية. لا يمكن للمتهم أن يكتفي بالادعاء بوجود عنوان إقامة مسجل مختلف: يجب عليه الاعتراض بشكل محدد على الإخطار، وتقديم عناصر ملموسة للقاضي للتحقق من عدم العلم الفعلي بالوثيقة. في غياب هذه المؤشرات، تظل شهادة مأمور التنفيذ هي السائدة، مما يعزز صحة الاستدعاء للمحاكمة ويمنع التراجعات الإجرائية غير الضرورية. بالنسبة للمهنيين في هذا المجال، يمثل القرار دليلاً عملياً مهماً وتذكيراً بواجب تقديم الاعتراضات على البطلان الإجرائي في الوقت المناسب.