يقدم الحكم الأخير رقم 1795 الصادر في 17 ديسمبر 2024 عن محكمة النقض توضيحات هامة بشأن جريمة ممارسة الأنشطة المالية بشكل تعسفي، المنصوص عليها في المادة 132 من المرسوم التشريعي 1 سبتمبر 1993، رقم 385. يندرج هذا الحكم في سياق قانوني معقد، حيث يكتسب تعريف هذه الجريمة وعواقبها دورًا حاسمًا في حماية المستهلكين والسوق المالي.
أقرت المحكمة بأن جريمة ممارسة الأنشطة المالية بشكل تعسفي هي جريمة اعتيادية محتملة. هذا يعني أن الجريمة يمكن أن تتجلى إما من خلال سلوك واحد كافٍ لتشكيلها، أو من خلال تكرار عدة سلوكيات متجانسة تؤدي إلى نفس المخالفة. من هذا المنطلق، يؤكد الحكم على أهمية النظر في استمرارية النشاط غير القانوني عند تقييم المسؤولية الجنائية.
يتعلق جانب ذو أهمية خاصة تم تناوله في الحكم بحساب مدة التقادم. أوضحت المحكمة أنه في حالة تكرار السلوكيات غير القانونية، فإن مدة التقادم تبدأ من آخر فعل مخالف للقانون، والذي يتزامن مع توقف الاعتيادية. لهذا المبدأ عواقب مباشرة على إمكانية الملاحقة الجنائية للأشخاص الذين تصرفوا بشكل تعسفي، مما يؤدي فعليًا إلى تمديد الآجال التي يمكن خلالها بدء إجراء قانوني.
ممارسة الأنشطة المالية بشكل تعسفي - الطبيعة القانونية - جريمة اعتيادية محتملة - عواقب من حيث احتساب التقادم. جريمة ممارسة الأنشطة المالية بشكل تعسفي، المنصوص عليها في المادة 132 من المرسوم التشريعي 1 سبتمبر 1993، رقم 385، هي جريمة اعتيادية محتملة، حيث يمكن أن تتكون إما من سلوك واحد كافٍ لتشكيلها، أو من تكرار عدة سلوكيات متجانسة تؤدي إلى نفس المخالفة، وبالتالي، في الحالة الأخيرة، حيث يتزامن وقت ارتكاب الجريمة مع توقف الاعتيادية، فإن مدة التقادم تبدأ من ارتكاب آخر فعل مخالف للقانون.
باختصار، يمثل الحكم رقم 1795 لعام 2024 الصادر عن محكمة النقض علامة فارقة هامة في الفقه القضائي المتعلق بممارسة الأنشطة المالية بشكل تعسفي. فهو لا يوضح الطبيعة الاعتيادية المحتملة لهذه الجريمة فحسب، بل يقدم أيضًا تفسيرًا هامًا فيما يتعلق بالتقادم، والذي قد يؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الدفاع والادعاء في الإجراءات الجنائية. من الضروري للمهنيين القانونيين والمواطنين أن يكونوا على دراية بهذه الجوانب، لضمان التطبيق الصحيح للوائح المعمول بها وحماية المصالح المعنية.