يقدم الحكم رقم 44361 المؤرخ في 24 أكتوبر 2024، والمودع في 4 ديسمبر 2024، توضيحات هامة حول صلاحية الإجراءات الجنائية في سياق طارئ، مثل جائحة كوفيد-19. على وجه الخصوص، تتخذ محكمة النقض قرارًا بشأن بطلان محاكمة الاستئناف التي تمت بالإجراءات الغرفية غير التشاركية، مع التأكيد على الحق في الدفاع كمبدأ أساسي في الإجراءات الجنائية.
يقع القرار في سياق التشريع الطارئ الذي تم تقديمه لمواجهة الوباء. نظرت المحكمة في قضية قدم فيها محامي المتهم طلبًا في الوقت المناسب للمرافعة الشفوية، وهو حق منصوص عليه في المادة 178 من قانون الإجراءات الجنائية. ومع ذلك، جرت المحاكمة بالإجراءات الغرفية، دون حضور المحامي، مما يشكل انتهاكًا للحق في الدفاع.
التشريع الطارئ الوبائي - طلب المحامي في الوقت المناسب للمرافعة الشفوية - المحاكمة التي تمت بالإجراءات الغرفية غير التشاركية - بطلان مطلق وغير قابل للتصحيح - وجوده - الأسباب. فيما يتعلق بمحاكمة الاستئناف، في ظل التشريع الطارئ لاحتواء جائحة كوفيد-19، إذا قدم محامي المتهم طلبًا رسميًا وفي الوقت المناسب للمرافعة الشفوية، فإن سير المحاكمة بالإجراءات الغرفية غير التشاركية يتم وفقًا لنموذج إجرائي مختلف تمامًا عن النموذج المختار، مع غياب المحامي في حالة يكون حضوره إلزاميًا، مما يؤدي إلى بطلان مطلق وغير قابل للتصحيح وفقًا لأحكام المادة 179، الفقرة 1، من قانون الإجراءات الجنائية.
يبرز قرار المحكمة كيف أن غياب المحامي في المحاكمة الجنائية، خاصة في فترة الطوارئ الصحية، يقوض حق المتهم في الدفاع. من الضروري أن تحترم كل محاكمة الضمانات الإجرائية، ويؤكد قرار محكمة النقض أنه لا يمكن التسامح مع الانحرافات عن هذه المبادئ، حتى في المواقف الاستثنائية.
يقع الحكم ضمن اتجاه قضائي يعترف بأهمية حضور المحامي كضمان لمحاكمة عادلة، مع الحفاظ على التوازن بين متطلبات السلامة العامة والحقوق الأساسية.
يمثل الحكم رقم 44361 لسنة 2024 خطوة مهمة إلى الأمام في حماية حقوق المتهمين، مؤكدًا أن الطوارئ لا يمكن أن تنتهك الحق في الدفاع. من الضروري للمحامين والمهنيين القانونيين أن يأخذوا في الاعتبار هذا القرار، الذي يعمل كتحذير للإجراءات المستقبلية، لضمان الحقوق الأساسية دائمًا، حتى في أوقات الأزمات.