يقدم الحكم الأخير رقم 17370 الصادر عن محكمة النقض بتاريخ 12 سبتمبر 2023 رؤى أساسية لفهم قيمة الإفادات المقدمة من المتعاونين مع العدالة في السياق الجنائي. في هذا المقال، سنستعرض الآثار القانونية لهذا الحكم، لا سيما فيما يتعلق بتعدد الإفادات الاتهامية وموثوقيتها.
أصدرت المحكمة قرارها بشأن مسألة حاسمة: إلى أي مدى يمكن استخدام إفادات المتعاونين مع العدالة كدليل في إجراء جنائي؟ يرفض الحكم القرارات السابقة لمحكمة الجنايات الابتدائية الاستئنافية في باليرمو، مؤكداً أن الإفادات الاتهامية من عدة متعاونين يمكن أن تتطابق مع بعضها البعض، شريطة تقييمها جنباً إلى جنب مع أدلة أخرى.
المتعاونون مع العدالة - تعدد الإفادات الاتهامية - التطابق المتبادل - إمكانية - وجود اختلافات وتناقضات - عدم الأهمية - الشروط. يمكن للإفادات الاتهامية المقدمة من عدة متعاونين أن تتطابق مع بعضها البعض، شريطة المضي قدماً في تقييمها مع أدلة أخرى تؤكد موثوقيتها، بطريقة تتحقق معها المطابقة في الجوهر الأساسي للرواية، مع تجاهل أي اختلافات أو تناقضات تتعلق بالعناصر الظرفية للواقعة فقط، ما لم تكن هذه التناقضات مؤشراً على عدم كفاية موثوقية الشهود أنفسهم.
يبرز هذا المبدأ أنه لاعتبار إفادات المتعاونين صالحة، يلزم وجود تطابق بينها والتحقق من موثوقيتها من خلال تحليل شامل للأدلة. من المثير للاهتمام ملاحظة كيف تؤكد المحكمة أن الاختلافات أو التناقضات التي تتعلق بالعناصر الظرفية فقط ليست حاسمة بحد ذاتها. هذا يعني أن التركيز يجب أن ينصب على جوهر الرواية، بدلاً من التفاصيل الهامشية.
آثار هذا الحكم متعددة وتشمل كلاً من القضاة والمحامين المدافعين. على وجه الخصوص:
هذه الاعتبارات ضرورية لضمان محاكمة عادلة وإدارة منصفة للعدالة.
في الختام، يمثل الحكم رقم 17370 بتاريخ 12 سبتمبر 2023 خطوة مهمة في السوابق القضائية الإيطالية المتعلقة بإفادات المتعاونين مع العدالة. فهو يضع توازناً بين استخدام الإفادات الاتهامية والحاجة إلى تطابق الأدلة. إن فهم هذه المبادئ أمر أساسي لمن يعمل في مجال القانون الجنائي، لكي يتمكن من التعامل مع الإجراءات بوعي قانوني مناسب.