يُمثل التعامل مع إجراءات جنائية بتهمة إخفاء المسروقات لحظة قلق وعدم يقين شديدين لأي شخص متورط فيها. في الواقع، غالبًا ما يجد المرء نفسه قيد التحقيق بسبب شراء أو تلقي سلعة دون الوعي الكامل بمصدرها غير المشروع، ربما انجذابًا لسعر مغرٍ أو صفقة غير رسمية. بصفتي محامي جنائي في ميلانو، أتفهم تمامًا التداعيات الشخصية والقانونية المترتبة على اتهام من هذا النوع، والذي يمكن أن يشوه السجل الجنائي ويؤدي إلى عقوبات صارمة. من الضروري التعامل مع المسألة بوضوح، وتحليل الحقائق في ضوء التشريعات المعمول بها لبناء خط دفاع قوي.
تنظم المادة 648 من قانون العقوبات جريمة إخفاء المسروقات، حيث تعاقب كل من يقوم، بهدف تحقيق ربح لنفسه أو للغير، بشراء أو تلقي أو إخفاء أموال أو أشياء ناتجة عن أي جريمة، أو يتدخل بأي شكل من الأشكال في شرائها أو تلقيها أو إخفائها. العنصر الأساسي لهذه الجريمة هو الوعي بالمصدر غير المشروع للسلعة، بالإضافة إلى الرغبة في تحقيق منفعة منها. القانون الإيطالي صارم للغاية في هذا الشأن، حيث ينص على السجن لمدة تتراوح بين سنتين وثماني سنوات وغرامة. ومع ذلك، فإن السوابق القضائية تميز بوضوح بين إخفاء المسروقات الحقيقي والشراء غير الحذر، المنصوص عليه في المادة 712 من قانون العقوبات، والذي يتحقق عندما يتصرف المشتري بإهمال أو استهتار، دون التحقق من المصدر المشروع للبضاعة، ولكن دون التأكد من أنها مسروقة. غالبًا ما يكون هذا التمييز هو محور استراتيجية الدفاع.
يعتمد نهج المحامي ماركو بيانوتشي، المحامي الخبير في القانون الجنائي في ميلانو، على تحليل دقيق للعنصر الذاتي للجريمة، أي القصد الجنائي. لتكوين جريمة إخفاء المسروقات، يجب على الادعاء إثبات أن المشتبه به كان على علم تام بالمصدر الإجرامي للسلعة وقت الشراء أو الاستلام. لذلك، تركز استراتيجية المكتب على إعادة بناء مفصلة للظروف التي تم فيها التبادل: المكان والسعر وطرق الدفع وشخصية البائع كلها عناصر استدلالية يمكن أن تؤكد أو تنفي حسن نية الموكل.
عند التعامل مع قضايا إخفاء المسروقات المزعومة، يعمل مكتب المحاماة بيانوتشي على إبراز غياب القصد الجنائي، ويهدف، حيثما أمكن، إلى إعادة تصنيف الفعل إلى جريمة الشراء غير الحذر الأقل خطورة أو إلى البراءة الكاملة لعدم وجود العنصر النفسي. يعتمد الدفاع على فحص متعمق لوثائق القضية، وعند الضرورة، على تحقيقات دفاعية تهدف إلى إثبات أن الشراء تم في سياق يبدو قانونيًا ولا يمكن أن يثير شكوكًا لدى شخص يتمتع بالاجتهاد المتوسط. الهدف هو حماية حرية العميل وسمعته، وتفكيك حجج الادعاء التي غالبًا ما تستند إلى افتراضات وليس على أدلة ملموسة لسوء النية.
يكمن الفرق الجوهري في العنصر النفسي، أي الموقف الذهني لمن يتلقى السلعة. في جريمة إخفاء المسروقات، يكون الشخص على علم بالمصدر غير المشروع للبضاعة ويتصرف بنية تحقيق ربح منها (القصد الجنائي). أما في الشراء غير الحذر، فلا يمتلك الشخص اليقين بأن البضاعة مسروقة، ولكنه يتصرف بإهمال، ممتنعًا عن إجراء التحقيقات اللازمة بشأن المصدر على الرغم من وجود أسباب للشك، مثل سعر منخفض جدًا أو طبيعة البائع (الإهمال). العقوبة على الشراء غير الحذر أقل بكثير مقارنة بتلك المنصوص عليها لإخفاء المسروقات.
إذا اشتريت سلعة مسروقة بحسن نية تامة ودون وجود عناصر تثير الشك (على سبيل المثال، بشرائها من متجر عادي، مع فاتورة وبسعر السوق)، فلن ترتكب أي جريمة لعدم وجود القصد الجنائي أو الإهمال. ومع ذلك، إذا كانت ظروف الشراء بحيث كان يجب أن تثير الشك (سعر زهيد، بيع في الشارع، عدم وجود مستندات)، فقد يتم التحقيق معك بتهمة إخفاء المسروقات أو، على الأرجح، بتهمة الشراء غير الحذر. من الضروري إثبات حسن النية من خلال أدلة ملموسة ومقترنة بالسياق.
العقوبة الأساسية لإخفاء المسروقات صارمة، ولكن قانون العقوبات ينص على ظرف مخفف خاص إذا كان الفعل ذو أهمية طفيفة، مما يؤدي إلى تخفيض كبير في العقوبة (السجن لمدة تصل إلى ست سنوات وغرامة أقل). علاوة على ذلك، سيقوم محامٍ خبير في القانون الجنائي بتقييم جميع الخيارات الإجرائية، مثل التفاوض على الحكم أو الإجراء المختصر، للحصول على تخفيض في العقوبة، أو تعليقها شرطيًا إذا توفرت الشروط القانونية وسمح السجل الجنائي للمتهم بذلك.
يتم إثبات حسن النية من خلال تقديم عناصر تثبت انتظام المعاملة أو طبيعتها الظاهرية. الاحتفاظ بوثائق الشراء، والمحادثات مع البائع (رسائل، بريد إلكتروني)، وإثبات الدفع القابل للتتبع، وإثبات أن السعر المدفوع كان متوافقًا مع القيمة السوقية للسلعة المستعملة هي خطوات أساسية. يلعب مكان الشراء أيضًا دورًا رئيسيًا: الشراء من منصات معروفة بأنظمة تقييم توفر ضمانات أكبر لحسن النية مقارنة بالشراء الذي تم في سياقات غامضة.
إذا كنت متورطًا في تحقيق بتهمة إخفاء المسروقات أو تخشى أن يكون لعملية شراء قمت بها عواقب جنائية، فمن الضروري التصرف بسرعة. المحامي ماركو بيانوتشي، بفضل خبرته الراسخة في القانون الجنائي، مستعد لفحص قضيتك وتحديد أفضل استراتيجية دفاعية. اتصل بالمحامي ماركو بيانوتشي في مكتبه الكائن في Via Alberto da Giussano, 26 في ميلانو للحصول على تقييم أولي لوضعك ولحماية حقوقك بكفاءة واحترافية.