يتناول الحكم رقم 33853 الصادر في 24 مايو 2023، عن محكمة النقض، موضوعًا بالغ الأهمية في القانون الجنائي: ضرورة إجراء تحقيق للمصادقة على الاعتقال، حتى عندما يقرر المدعي العام إطلاق سراح المعتقل. هذا المبدأ، الذي تتجذر أصوله في احترام الحقوق الأساسية والحاجة إلى الرقابة القضائية، له أهمية قصوى لضمان شرعية إجراءات الشرطة القضائية وحماية حقوق الفرد.
ينظم تحقيق المصادقة على الاعتقال بموجب المادتين 389 و 390 من قانون الإجراءات الجنائية، اللتين تحددان إجراءات وتوقيتات هذه العملية. تؤكد محكمة النقض، في الحكم قيد النظر، على إلزامية هذه الرقابة حتى في حالة إطلاق سراح الفرد من قبل المدعي العام، مشددة على أن الشرطة القضائية لا يمكنها التصرف بشكل مستقل ودون إشراف القاضي.
إطلاق سراح المعتقل - تحقيق المصادقة - الضرورة - الوجود. يجب إجراء تحقيق المصادقة على الاحتجاز أو الاعتقال حتى في حالة إطلاق سراح الشخص المحتجز أو المعتقل من قبل المدعي العام، حيث لا يُعفى من الالتزام بإخضاع عمل الشرطة القضائية للرقابة القضائية. (مقارنة: رقم 5396 لسنة 1995، رقم السجل 203097).
يبرز هذا المبدأ بوضوح أن إطلاق سراح المعتقل لا يعفي المدعي العام من واجب ضمان الرقابة القضائية. هذا المبدأ أساسي للحفاظ على حقوق الأفراد وضمان أن يكون كل اعتقال مبررًا ومشروعًا. تهدف ضرورة تحقيق المصادقة إلى منع إساءة استخدام السلطة وضمان عدم انتهاك الحريات الشخصية دون مبرر قانوني سليم.
لا يؤكد الحكم رقم 33853 لسنة 2023 على مبدأ قانوني راسخ بالفعل فحسب، بل يمثل أيضًا دليلًا مهمًا للمستقبل. يجب أن تكون السلطات القضائية والعاملون في مجال القانون على دراية بأن كل اعتقال، بغض النظر عن قرار المدعي العام، يجب أن يخضع للرقابة القضائية. هذا لا يحمي حقوق الفرد فحسب، بل يعزز أيضًا الثقة في النظام القضائي ككل.
في الختام، يمثل الحكم رقم 33853 لسنة 2023 خطوة مهمة نحو حماية حقوق الأفراد واحترام الإجراءات القانونية في سياق الاعتقالات. من الضروري أن يولي جميع العاملين في مجال القانون اهتمامًا لهذه التوجيهات لضمان نظام قانوني عادل ومنصف.