يقدم الحكم الأخير رقم 46753 المؤرخ في 20 نوفمبر 2024، والمودع في 19 ديسمبر 2024، تفسيراً هاماً فيما يتعلق بالتعليق المشروط للعقوبة في حالات عدم دفع ضريبة القيمة المضافة. يندرج هذا القرار الصادر عن محكمة النقض في سياق قانوني ذي أهمية حالية، ويتناول قضايا ذات أهمية كبيرة للمهنيين القانونيين والمكلفين بالضريبة.
في القضية التي تم فحصها، تم رفض طلب المتهم، أ. م.، للتعليق المشروط للعقوبة بعد اتهامه بعدم دفع ضريبة القيمة المضافة. رفضت محكمة الاستئناف في بريشيا الطلب، مجادلة بأن عدم تشكيل طرف مدني من قبل وكالة الإيرادات كان عنصراً ذا صلة.
التعليق المشروط للعقوبة - غياب الطرف المدني المشكل - اشتراط المنفعة - إمكانية - وجود - أسباب. فيما يتعلق بعدم دفع ضريبة القيمة المضافة، يمكن ربط منح التعليق المشروط للعقوبة بدفع الضريبة المتهرب منها حتى في حالة عدم تشكيل طرف مدني من قبل وكالة الإيرادات، حيث أن هذا الأخير ليس شرطاً ضرورياً لاعتبار الاعتراف بالمنفعة مشروطاً. (في المبررات، أوضحت المحكمة أن دفع الضريبة المتهرب منها لا يشكل تعويضاً عن الضرر الناجم عن الجريمة، ولا إعادة شيء استولى عليه الفاعل، بل يمثل إعادة تكوين إلزامية لعلاقة اقتصادية بين الدولة والمكلف بالضريبة).
أكدت المحكمة أنه حتى في غياب تشكيل طرف مدني، يجب اعتبار دفع الضريبة المتهرب منها شرطاً ضرورياً لمنح التعليق المشروط للعقوبة. يسلط هذا المقطع الضوء على تمييز هام: لا ينبغي النظر إلى دفع ضريبة القيمة المضافة على أنه تعويض عن الضرر، بل كإجراء واجب لاستعادة التوازن الاقتصادي بين المكلف بالضريبة والإدارة الضريبية.
الآثار العملية لهذا الحكم متعددة:
يتماشى هذا القرار مع مبادئ القانون الجنائي، وخاصة المادتين 163 و 165، اللتين تتناولان على التوالي التعليق المشروط للعقوبة وشروط منحه. في الواقع، تتحرك المحكمة في المسار الذي حددته السوابق القضائية السابقة، مؤكدة أن دفع الضرائب المتهرب منها هو التزام أساسي للمكلف بالضريبة، يتجاوز مجرد العقوبة الجنائية.
في الختام، يمثل الحكم رقم 46753 لسنة 2024 خطوة هامة في السوابق القضائية الإيطالية فيما يتعلق بالجرائم الضريبية. أوضحت محكمة النقض أن التعليق المشروط للعقوبة لا يمكن أن يكون مشروطاً بتشكيل طرف مدني، بل بدفع الضريبة المتهرب منها. لا يضع هذا القرار سابقة هامة فحسب، بل يقدم أيضاً أفكاراً للتفكير للمهنيين القانونيين والمكلفين بالضريبة، مؤكداً على أهمية المسؤولية الضريبية في سياق الشرعية واحترام القواعد.