يتناول الحكم الأخير لمحكمة النقض العليا، رقم 10927 الصادر في 14 مارس 2024، قضايا ذات أهمية بالغة في مجال القانون الجنائي، لا سيما فيما يتعلق بالتدابير الاحترازية وجريمة غسيل الأموال. ينبع هذا القرار من قضية تورط فيها سائق سيارة أجرة، يدعى أ.أ.، في أنشطة نقل مبالغ مالية ضخمة، يُفترض أنها مرتبطة بعملية غسيل أموال. نحلل النقاط البارزة في الحكم وتداعياته القانونية.
كانت محكمة ميلانو قد فرضت في البداية تدابير احترازية على أ.أ.، والتي أكدتها محكمة النقض. تتعلق التهمة بتسليم أموال لشخص نشط في نظام الحوالة، وهو طريقة غير رسمية لتحويل الأموال. دفعت الدفاع بأن أ.أ. لم يكن على علم بالمصدر غير المشروع للأموال، واقتصر دوره على اتباع تعليمات صديق. ومع ذلك، اعتبرت المحكمة أن خطورة الأدلة كافية لتبرير التدابير الاحترازية.
إن الوعي بالمصدر غير المشروع للأموال أمر بالغ الأهمية لتكوين جريمة غسيل الأموال، والتي تتطلب القصد الجنائي حتى في شكله المحتمل.
أكدت المحكمة مجددًا أن جريمة غسيل الأموال لا تتطلب إثبات علم مرتكب الجريمة بالمصدر غير المشروع للأموال، بل تتشكل من خلال القيام بعمليات تعيق تحديد الأموال غير المشروعة. يستند مبرر الحكم إلى سوابق قضائية تؤكد أن غسيل الأموال يمكن أن يتكون من مجموعة من الأفعال، حتى لو كانت مشروعة، طالما أنها تهدف إلى إخفاء المصدر غير المشروع للأموال.
في الختام، يمثل الحكم رقم 10927 لعام 2024 مرجعًا هامًا لفهم التدابير الاحترازية في سياق القانون الجنائي. يوضح أنه حتى في غياب أدلة مباشرة على الوعي، يمكن اعتبار سلوك الشخص خطيرًا بما يكفي لتبرير تدابير تقييدية. تسلط هذه القضية الضوء على أهمية التفسير الصحيح للقواعد المتعلقة بغسيل الأموال والتدابير الاحترازية، مؤكدة على أن الفقه القضائي يستمر في التطور لمواجهة تحديات الجريمة الاقتصادية.