يقدم الحكم الأخير الصادر عن محكمة النقض العليا، رقم 45044 بتاريخ 25 نوفمبر 2022، رؤى هامة فيما يتعلق بجرائم الإفلاس الاحتيالي والمستندي. لا يقتصر هذا القرار على تحليل مسؤولية مديري الشركات المفلسة، بل يوضح أيضًا أهمية الاحتفاظ السليم بالسجلات المحاسبية. في هذا المقال، سنتعمق في النقاط البارزة للحكم وتأثيرها على السوابق القضائية الإيطالية.
في الحكم قيد النظر، أدين أ.أ.، مدير شركة أفلست في عام 2013، بتهمة الإفلاس الاحتيالي المتعلق بالأصول والإفلاس المستندي. أكدت محكمة الاستئناف في فلورنسا الإدانة، لكن أ.أ. طعن في القرار، مدعيًا عدم وجود أدلة صالحة لمسؤوليته، لا فيما يتعلق باختلاس الأصول ولا فيما يتعلق بعدم الاحتفاظ بالسجلات المحاسبية.
تركزت أسباب طعن أ.أ. على جانبين رئيسيين: إثبات توافر الأصول المتنازل عنها والاحتفاظ بالسجلات المحاسبية. على وجه الخصوص، أبرز السبب الأول أن المحكمة لم توضح ما إذا كانت الأصول المعنية قد تم اختلاسها فعليًا أم أن بيعها كان صوريًا. أكدت محكمة النقض أن الأصول الخاضعة للإفلاس لا يمكن أن تشمل تلك المحتفظ بها بموجب سند غير مستقر، كما في حالة الإعارة.
يشمل مفهوم الأصول التي تخص المفلس فقط الأشياء التي دخلت في ذمته المالية.
فيما يتعلق بالسجلات المحاسبية، أكدت محكمة النقض أن المدير مسؤول عن الاحتفاظ السليم بالسجلات المحاسبية وحفظها، حتى لو تم أرشفتها بصيغة رقمية. كررت المحكمة أن حفظ البيانات المحاسبية يجب أن يكون بطريقة تضمن إمكانية الوصول إليها في أي وقت، وأن أي خلل في الأجهزة لا يعفي المدير من التزاماته.
يمثل هذا الحكم سابقة قانونية هامة، حيث يوضح أن مسؤولية المديرين لا تقتصر على مجرد الاحتفاظ بالوثائق، بل تمتد أيضًا إلى منع أي أعطال محتملة. ألغت محكمة النقض الإدانة بتهمة الإفلاس الاحتيالي المتعلق بالأصول، لكنها أكدت الإدانة بتهمة الإفلاس البسيط المستندي، مما يسلط الضوء على ضرورة الإدارة الدقيقة للسجلات المحاسبية.
في الختام، يقدم الحكم رقم 45044/2022 الصادر عن محكمة النقض الجنائية تأملًا هامًا حول مسؤولية مديري الشركات المفلسة. يؤكد على أن الرقابة والإدارة السليمة للسجلات المحاسبية هما عنصران حاسمان لتجنب عواقب جنائية وخيمة. يجب على المديرين أن يكونوا على دراية بواجباتهم وتداعيات أفعالهم القانونية، لحماية ليس فقط وضعهم الخاص، بل أيضًا مصالح الشركة والدائنين.