يمثل الحكم رقم 30600 الصادر في 4 يونيو 2024 عن محكمة النقض تدخلاً هاماً في الإجراءات الجنائية، لا سيما فيما يتعلق بالمحاكمة الفورية. في هذا الحكم، ألغت المحكمة دون إحالة قراراً صادراً عن محكمة البندقية، مسلطة الضوء على شذوذ هيكلي خطير. تتيح هذه القضية فرصة للتفكير في بعض المبادئ الأساسية للقانون الإجرائي الجنائي وأهمية تعليل القرارات القضائية.
تتعلق المسألة المركزية للحكم بالقبض في حالة تلبس وطلب المصادقة اللاحق والمحاكمة الفورية. القاضي، على الرغم من مصادقته على القبض، أمر بإعادة الأوراق إلى المدعي العام لإجراءات عادية، دون تقديم أي تعليل. أدى هذا السلوك إلى انتهاك مبدأ المدة المعقولة للإجراءات، مما أدى إلى تغيير غير مبرر لتسلسل الإجراءات.
يُكرس مبدأ المدة المعقولة للإجراءات في المادة 111 من الدستور الإيطالي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ويعني أن لكل مواطن الحق في أن يتم الفصل في نزاعه في غضون فترة زمنية معقولة. أكدت محكمة النقض، في الحكم قيد التعليق، أن القرار غير المعلل لا يضر فقط بوضوح الإجراءات، بل أيضاً بسرعة البت فيها.
بعد المصادقة على القبض - إعادة الأوراق إلى المدعي العام مع رفض غير مبرر للإجراءات الفورية - شذوذ هيكلي - وجوده - الأسباب. القرار الذي يقوم به القاضي، المكلف بطلب المصادقة على القبض والمحاكمة الفورية، وبعد أن قام بالمصادقة، دون أي تعليل، بإعادة الأوراق إلى المدعي العام لاتخاذ إجراءات المحاكمة بالأشكال العادية، يعتبر مشوباً بشذوذ هيكلي، مما يؤدي إلى تغيير غير مبرر لتسلسل إجراءات الدعوى، انتهاكاً لمبدأ المدة المعقولة للإجراءات.
إن العواقب العملية لهذا الحكم كبيرة. فهو يؤكد مجدداً على أهمية تعليل القرارات القضائية، وهو جانب لا ينبغي إغفاله أبداً. إن الافتقار إلى تبرير كافٍ لا يشكك فقط في انتظام الإجراءات، بل يمكن أن يكون له أيضاً تداعيات على حماية حقوق المتهم. لذلك، من الضروري أن يشرح القضاة أسباب قراراتهم، خاصة في المواقف التي يُطلب فيها استثناء من الإجراءات العادية.
في الختام، يسلط الحكم رقم 30600 لسنة 2024 الضوء على قضايا حاسمة تتعلق بالقانون الإجرائي الجنائي والحاجة إلى نهج صارم لتعليل القرارات القضائية. أعادت محكمة النقض، من خلال هذا التدخل، تأكيد قيمة احترام الإجراءات والحقوق الأساسية، مما يضمن بذلك إجراءات أكثر عدلاً وإنصافاً للجميع.