يمثل الحكم رقم 30040 الصادر في 23 مايو 2024 عن محكمة النقض تدخلاً هاماً في مجال قانون الإجراءات الجنائية، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم التنصت الهاتفي. في هذا المقال، سنحلل النقاط البارزة في الحكم والسياق القانوني وتداعياته على الإجراءات المستقبلية.
في القضية قيد النظر، قدم المتهم، س. أ.، طعناً ضد قرار محكمة الاستئناف في كاتانيا، الذي أجاز استخدام التنصت الهاتفي بناءً على تقييم للخطورة الاستدلالية. تركز الطعن على ما يُزعم من عدم وجود هذه الخطورة، بهدف الطعن في شرعية مرسوم الإذن.
ومع ذلك، قضت محكمة النقض بأن سبب الطعن غير مقبول، مؤكدة أن مراجعة الشرعية تقتصر على التحقق من اكتمال الانتهاك المدعى، دون أن تتمكن من إعادة تفسير الحقائق التاريخية كما قيمها قاضي الموضوع بالفعل، إلا في حالات عدم منطقية واضحة في التبرير.
التنصت - مرسوم الإذن - تقييم الخطورة الاستدلالية - سبب الطعن - عدم القبول - الأسباب. لا يُقبل سبب الطعن بالنقض الذي يشكو من عدم وجود الخطورة الاستدلالية التي اعتبرها القاضي الذي أصدر مرسوم الإذن بالتنصت الهاتفي، لأن مراجعة الشرعية في فحص المسائل الإجرائية تشمل سلطة فحص المستندات للتحقق من اكتمال الانتهاك المدعى، ولكن ليس سلطة تفسير الحقائق التاريخية التي استندت إليها المسألة بشكل مختلف عن تقييم قاضي الموضوع، باستثناء ملاحظة عدم وجود التبرير أو عدم منطقيته الواضحة.
يؤكد هذا القرار على أهمية التقييم الصحيح من قبل قاضي الموضوع للخطورة الاستدلالية اللازمة لإجازة التنصت. تؤكد محكمة النقض مجدداً على ضرورة احترام تقييم الموضوع، ما لم يظهر عدم منطقية واضحة. وهذا يعني أنه يجب على المحامين إعداد طلبات الإذن بالتنصت بعناية فائقة، وتقديم أدلة كافية لتبرير هذه الإجراءات التقييدية.
في الختام، يمثل الحكم رقم 30040/2024 تذكيراً واضحاً بضرورة وجود أساس استدلالي قوي لإجازة التنصت الهاتفي. تقدم محكمة النقض، بتأكيدها على احترام تقييمات قاضي الموضوع، توجيهاً هاماً للتطبيق الصحيح للقواعد الإجرائية. يجب على المحامين والمتخصصين في هذا المجال إيلاء اهتمام خاص لهذه المبادئ، لضمان دفاع فعال وواعٍ في الإجراءات الجنائية.