تناول الحكم الأخير رقم 21860 الصادر بتاريخ 02 أغسطس 2024، عن محكمة النقض، مسألة الطبيعة القاطعة للميعاد المخصص لتقديم طلب التخصيص في التنفيذ الجبري، وفقًا للمادة 588 من قانون الإجراءات المدنية. يحظى هذا الحكم بأهمية خاصة، حيث يوضح الآثار المترتبة على الإصلاحات التشريعية المتعلقة بالتنفيذ الجبري وديناميكيات العلاقة بين الدائنين والجهات العارضة من الغير.
خضع الميعاد المخصص لتقديم طلب التخصيص لإصلاحات هامة، لا سيما من خلال المرسوم بقانون رقم 83 لسنة 2015 والمرسوم بقانون رقم 59 لسنة 2016. تهدف هذه الإصلاحات إلى جعل التنفيذ الجبري أكثر فعالية وسرعة، استجابة لاحتياجات نظام قانوني يتطلب الموازنة بين مصلحة الدائن ومصلحة أي جهات عارضة من الغير.
الميعاد المنصوص عليه في المادة 588 من قانون الإجراءات المدنية - طبيعته القاطعة - الأساس. امتثالاً لمتطلبات فعالية وتسريع التنفيذ الجبري التي تدعمها إصلاحات المرسوم بقانون رقم 83 لسنة 2015 والمرسوم بقانون رقم 59 لسنة 2016، يجب الاعتراف بأن الميعاد المخصص لتقديم طلب التخصيص، وفقًا للمادة 588 من قانون الإجراءات المدنية، هو ميعاد قاطع، نظرًا للحاجة إلى الموازنة بين مصلحة الدائن طالب التنفيذ والمصلحة المتعارضة للأطراف الثالثة العارضة، الذين يطمحون إلى رسو المزاد على العقار بناءً على عروض "الحد الأدنى" المنصوص عليها في المادة 572، الفقرة 3، والمادة 573 من قانون الإجراءات المدنية.
وبالتالي، قضى الحكم المعني بأن الميعاد المخصص لتقديم طلب التخصيص يجب اعتباره ميعادًا قاطعًا. هذا يعني أن الالتزام به ليس مجرد توصية، بل هو إلزامي. أبرزت المحكمة كيف أن الالتزام بهذا الميعاد أساسي لضمان تنفيذ جبري صحيح وعادل، وتجنب خلق حالات من عدم اليقين قد تضر بحقوق الأطراف الثالثة العارضة.
يمثل الاعتراف بالطبيعة القاطعة للميعاد استجابة للمشاكل التي ظهرت في الممارسة العملية، حيث كان التأخير في الالتزام بهذه المواعيد قد يؤثر سلبًا على رسو المزاد على العقار. سعت المحكمة بالتالي إلى المواءمة بين المصالح المتعارضة، وحماية كل من الدائن والأطراف الثالثة العارضة، الذين قد يقدمون عروضًا دنيا لرسو المزاد على العقار المعني.
ختامًا، يقدم حكم محكمة النقض رقم 21860 لسنة 2024 رؤى هامة لجميع العاملين في مجال القانون وللدائنين أنفسهم. يؤكد تفسيره للطبيعة القاطعة للميعاد المنصوص عليه في المادة 588 من قانون الإجراءات المدنية على أهمية الإدارة السريعة لطلبات التخصيص، بهدف تحقيق تنفيذ جبري أسرع وأكثر فعالية. هذا النهج لا يحمي حقوق الدائنين فحسب، بل يضمن أيضًا مزيدًا من اليقين القانوني للأطراف الثالثة المهتمة، مما يجعل نظام التنفيذ أكثر توازنًا وفعالية.