يقدم الحكم الأخير رقم 22105 بتاريخ 2 مايو 2023، والمودع بتاريخ 23 مايو 2023، تأملاً هاماً في معايير تقييم الأدلة في القضايا الجنائية. على وجه الخصوص، تتعلق القضية بالمتهم ج. س.، الذي تم فحص سلوكه لتحديد أهمية خياراته الإجرائية والعواقب التي يمكن أن تترتب عليها في الاقتناع الحر للقاضي.
وفقًا للمحكمة، من المشروع للقاضي استخلاص حجج مفيدة من سلوك المتهم لتقييم ظروف القضية. يستند هذا المبدأ إلى المادة 192 من قانون الإجراءات الجنائية الجديد، والتي تسمح للقاضي بتكوين قناعته أيضًا على أساس العناصر الظرفية، شريطة عدم قلب توزيع عبء الإثبات.
سلوك المتهم - التقييم - الشروط - الوقائع. فيما يتعلق بتقييم الأدلة، يُسمح للقاضي، في تكوين قناعته الحرة، باستخلاص حجج مفيدة من سلوك المتهم لتقييم الظروف المكتسبة "من الخارج"، دون أن يؤدي ذلك إلى أي قلب لتوزيع عبء الإثبات. (وقائع اعتبرت فيها المحكمة قرار قاضي الاستئناف بتقييم اختيار المتهم عدم تزويد الخبير بعينة صوتية للمقارنة، في غياب دافع كافٍ ومحدد، قرارًا مشروعًا).
في هذا السياق، اعتبرت المحكمة قرار قاضي الاستئناف اعتبار عدم تقديم المتهم لعينة صوتية دليلاً صحيحًا. هذا السلوك، وفقًا للمحكمة، لم يؤثر فقط على التقييم العام للقضية، بل أبرز أيضًا نقصًا في الدافع الكافي من جانب المتهم نفسه.
يشير الحكم أيضًا إلى قواعد وأحكام سابقة أخرى، مما يخلق رابطًا بين الفقه القانوني والمبدأ القانوني. تؤكد القواعد المشار إليها، مثل المادتين 220 و 228 من قانون الإجراءات الجنائية الجديد، على أهمية الدفاع النشط والمبرر من قبل المتهم. يبدو أن محكمة النقض، في هذا الحكم، تتحرك بما يتماشى مع اتجاه راسخ بالفعل في الفقه القانوني، كما يتضح من الملخصات السابقة.
تسلط هذه الأحكام، من بين أمور أخرى، الضوء على اتجاه قضائي يقدر سلوك المتهم كعنصر إثبات، دون إغفال احترام مبادئ الضمانات والمحاكمة العادلة.
في الختام، يمثل الحكم رقم 22105 لسنة 2023 تأملاً هاماً في تقييم الأدلة ودور سلوك المتهم في الإجراءات الجنائية. تؤكد محكمة النقض، بقرارها، أن الخيارات الإجرائية للمتهم ليست محايدة، بل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قرارات القاضي. يثير هذا تساؤلات حول كيفية إدارة المتهمين لدفاعهم وقيمة خياراتهم أثناء المحاكمة.