المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، وتلعب الأحكام القضائية، وخاصة تلك الصادرة عن محكمة النقض، دورًا أساسيًا في تحديد وتوضيح حدود أنواع الجرائم المختلفة. وقد تناول قرار حديث، وهو الحكم رقم 16931 بتاريخ 07/03/2025 (تم إيداعه بتاريخ 06/05/2025)، قضية تبدو بسيطة ولكن لها آثار مهمة: المغادرة من محطة وقود دون دفع الثمن، تليها تهديدات للموظف. يقدم هذا القرار، الذي ترأسه الدكتور ل. إ. وكان معده الدكتور م. ب.، رؤى مهمة للتفكير في تكوين جريمة السرقة غير المشروعة.
تعلقت القضية المعروضة بالمتهم س. ف.، الذي بعد تزويده بالوقود في محطة وقود بمساعدة الموظف، غادر دون دفع الثمن المستحق. ومع ذلك، لم يقتصر السلوك على مجرد الاستيلاء على السلعة، بل كان مصحوبًا بتهديدات موجهة للموظف. رفضت محكمة استئناف باليرمو الطلب، ووصلت المسألة إلى المحكمة العليا، التي طُلب منها تحديد ما إذا كان هذا السلوك يشكل جريمة السرقة غير المشروعة.
يكمن جوهر المسألة في التمييز بين جريمة السرقة (المادة 624 من القانون الجنائي) وجريمة السرقة غير المشروعة (المادة 628، الفقرة 2، من القانون الجنائي). بينما تتحقق السرقة بالاستيلاء على شيء منقول مملوك للغير بنية تحقيق الربح، فإن السرقة غير المشروعة تحدث عندما، لضمان حيازة الشيء المسروق لنفسه أو للغير أو لتأمين الإفلات من العقاب لنفسه أو للغير، يتم استخدام العنف أو التهديد فورًا بعد الاستيلاء.
يشكل سلوك الشخص الذي، بعد تزويده بالوقود في محطة وقود بمساعدة موظف التوزيع، يغادر دون دفع الثمن ويهدد الأخير، جريمة السرقة غير المشروعة، نظرًا لأن الاستيلاء، باعتباره سلوكًا حر الشكل، يمكن أن يحدث نتيجة لعرض شراء يبدو مشروعًا، ولكنه معيب بنية مبيتة، ويتبعه بعد ذلك استخدام التهديد أو العنف، بهدف ترسيخ حيازة الشيء المسروق.
هذه الخلاصة ذات أهمية أساسية لأنها توضح كيف أن الاستيلاء لا يجب أن يتم بالضرورة بوسائل سرية أو عنيفة منذ البداية. تؤكد المحكمة أن الاستيلاء هو "سلوك حر الشكل"، مما يعني أنه يمكن أن يظهر أيضًا في سياق مشروع في البداية، مثل عرض الشراء. ومع ذلك، إذا كان هذا العرض "معيبًا بنية مبيتة" - أي، من البداية لا توجد نية للدفع - وبعد ذلك، لترسيخ حيازة الشيء (الوقود، في هذه الحالة)، يتم اللجوء إلى التهديدات أو العنف، فإن جريمة السرقة غير المشروعة تتحقق. التهديد، في هذا السيناريو، ليس وسيلة للاستيلاء، بل للحفاظ على حيازة ما تم الاستيلاء عليه بالفعل.
رفضت المحكمة العليا، الدائرة الجنائية الثانية، استئناف المتهم، مؤكدة الإدانة بتهمة السرقة غير المشروعة. يتماشى هذا القرار مع اتجاه قضائي راسخ، كما تشهد به أحكام سابقة (على سبيل المثال، رقم 5435 لسنة 2019 ورقم 3018 لسنة 2020)، والتي تناولت بالفعل قضايا مماثلة. ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن الحكم يشير أيضًا إلى "خلاصات سابقة مختلفة"، مثل رقم 18039 لسنة 2014، مما يدل على تطور تفسيري أدى إلى توضيح حدود هذه الفئة المعقدة من الجرائم.
العناصر الرئيسية لتكوين جريمة السرقة غير المشروعة، وفقًا لمحكمة النقض، هي:
في حالة تزويد السيارة بالوقود، تكتمل عملية الاستيلاء في اللحظة التي يتم فيها توزيع الوقود وسحبه، بنية عدم الدفع. التهديدات اللاحقة للموظف، بهدف منعه من استعادة الشيء أو تحديد المسؤول، تحول السرقة البسيطة إلى سرقة غير مشروعة، وهي جريمة أشد خطورة بكثير.
يمثل الحكم رقم 16931 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا مهمًا لأي شخص يحاول الاستيلاء بشكل غير قانوني على ممتلكات الآخرين، خاصة في سياقات تجارية مثل محطات الوقود. إنه يعزز حماية الممتلكات وسلامة التجار، ويوضح بوضوح أن السلوك العدواني أو الترهيبي، حتى لو تم بعد الاستيلاء، لن يتم التسامح معه وسيتم تصنيفه على أنه سرقة غير مشروعة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب جنائية أشد المنصوص عليها في المادة 628، الفقرة 2، من القانون الجنائي. إنه مبدأ أساسي يؤكد على أهمية الشرعية واحترام القواعد في سياق المعاملات التجارية اليومية.