في النظام الجنائي الإيطالي، يمكن للظروف المشددة العامة أن تزيد من العقوبة المفروضة على جريمة. من بين هذه الظروف، ينظم البند 11 من الفقرة الأولى من المادة 61 من قانون العقوبات إساءة استخدام السلطة أو العلاقات الخاصة. قدمت محكمة النقض، في حكمها رقم 11458، المودع في 21 مارس 2025، توضيحات أساسية حول التطبيق المحدد لظرف التشديد المتمثل في إساءة استخدام علاقة الضيافة. هذا القرار حاسم لفهم كيف يمكن لانتهاك علاقة الثقة أن يؤثر على المسؤولية الجنائية، وهو موضوع ذو أهمية كبيرة للعدالة والمجتمع.
أكدت المحكمة العليا، في قضية المتهم ب. ب.، مبدأً أساسياً: ظرف التشديد المتمثل في إساءة استخدام الضيافة لا يعاقب فقط على الجريمة المرتكبة في مكان شخص آخر، بل يعاقب على استغلال الثقة المتأصلة في علاقة الضيافة لتسهيل ارتكابها. يؤكد ملخص الحكم بوضوح هذا المفهوم:
فيما يتعلق بالظروف العامة، فإن ظرف التشديد المتمثل في إساءة استخدام الضيافة، المنصوص عليه في المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11، من قانون العقوبات، يفترض وجود علاقة ثقة بين المضيف والضيف، بحيث تسهل ارتكاب الجريمة، بغض النظر عن الطرف الذي ارتكبها بين المذكورين أعلاه، وبصرف النظر عن الطبيعة المؤقتة أو العرضية أو المناسبية للضيافة والمكان - سواء كان مسكناً خاصاً أو مكتباً أو غرفة فندق - الذي يتم فيه ارتكاب السلوك.
يوضح هذا القرار أن العنصر الحاسم هو "علاقة الثقة" بين الطرفين. لا يهم من هو المضيف أو الضيف، ولا من ارتكب الجريمة؛ المهم هو أن علاقة الثقة تم استغلالها لتسهيل المخالفة. لذلك، يمكن تطبيق ظرف التشديد على الضيف الذي يخون الثقة، وكذلك على المضيف الذي يسيء استخدام موقعه.
ألغى الحكم رقم 11458/2025، الذي كان الدكتورة ف. ب. مقررة له، جزئياً مع الإحالة قرار محكمة الاستئناف في بيروجيا، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى تحليل معمق للحقائق في ضوء هذه المبادئ. النقاط الرئيسية للحكم هي:
تتماشى هذه المبادئ مع السوابق القضائية الراسخة (مع الإشارة إلى الملخصات السابقة رقم 1850/2011 ورقم 52435/2017). تحمي المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11 من قانون العقوبات الولاء في العلاقات الشخصية، وتعاقب بشدة أكبر من يسيء استخدام سياق الثقة لأغراض إجرامية. مثال صارخ هو الضيف الذي، مستغلاً الوصول إلى منزل، يسرق ممتلكات، أو المضيف الذي يستغل ضعف الضيف لارتكاب جرائم.
يعد حكم محكمة النقض رقم 11458 لعام 2025 قراراً أساسياً يعزز تفسير ظرف التشديد المتمثل في إساءة استخدام الضيافة. من خلال التأكيد على مركزية علاقة الثقة واستغلالها لأغراض غير مشروعة، تقدم المحكمة العليا وضوحاً بشأن جانب حساس من القانون الجنائي. لا يوفر هذا القرار أدوات تفسيرية أكثر دقة للعاملين في مجال القانون فحسب، بل يعزز أيضاً الرسالة بأن انتهاك الثقة في سياقات الضيافة يُنظر إليه بقيمة سلبية خاصة من قبل النظام، مما يؤدي إلى تشديد العقوبة. مبدأ حاسم لحماية العلاقات الإنسانية ومنع الجرائم.