تناولت محكمة النقض، الدائرة السادسة، مرة أخرى في قرارها المؤرخ 18 فبراير 2025 (المودع في 21 مارس 2025) مسألة التوافق الدستوري للمعاملة العقابية المنصوص عليها لرؤساء ومروجي العصابات المكرسة لتهريب المخدرات في ظل ظرف التشديد المسلح. الحكم رقم 11494/2025، الذي ألغى جزئياً مع الإحالة قرار محكمة استئناف روما، يقدم رؤى ذات أهمية كبيرة للمحامين والعاملين في هذا المجال، خاصة في ضوء الاعتراضات المستقبلية بعدم الدستورية.
كانت المسألة التي طرحها الدفاع عن د. س. تتعلق بالمادة 74، الفقرتين 1 و 4، من المرسوم الرئاسي 309/1990، في الجزء الذي يحدد الحد الأدنى للعقوبة بالسجن لمدة 24 عامًا لرؤساء أو مروجي العصابات المسلحة. وفقًا للطرح الدفاعي، فإن هذا النص ينتهك المادتين 3 و 27 من الدستور، حيث يفرض عقوبة صارمة وغير متناسبة بشكل مفرط. رفضت المحكمة العليا، مستشهدة بسوابقها القضائية الأكثر أهمية (نقض رقم 11526/2022 و 5560/2020)، الاعتراض باعتباره غير مؤسس بشكل واضح.
إن مسألة دستورية المادة 74، الفقرتين 1 و 4، من المرسوم الرئاسي رقم 309 المؤرخ 9 أكتوبر 1990، لمخالفتها للمادتين 3 و 27 من الدستور، في الجزء الذي ينص، فيما يتعلق بسلوك رئيس أو مروج عصابة مكرسة لتهريب المخدرات والمشددة بتوفر الأسلحة، على الحد الأدنى للعقوبة بالسجن لمدة أربعة وعشرين عامًا، هو أمر غير مؤسس بشكل واضح، لأنه، دون تحديد عقوبة ثابتة، فإن النص يحدد فقط النطاق المحتمل لتغيير الحدود القصوى للعقوبة، ويمكن إلغاء آثاره، في الواقع، من خلال موازنة ظرف التشديد المذكور مع ظرف مخفف واحد أو أكثر.
بمعنى أقل تقنية، تؤكد المحكمة أن المشرع لم يفرض عقوبة ثابتة، بل رفع الحد الأدنى فقط ضمن نطاق لا يزال قابلاً للإدارة من قبل القاضي. يمكن تقليل الصرامة الفعلية من خلال الموازنة مع أي ظروف مخففة، وبالتالي الحفاظ على مبدأ تناسب العقوبة.
يتماشى منطق محكمة النقض مع اتجاه راسخ للمحكمة الدستورية، وفقًا له، فإن اختيار المشرع لتدرج العقوبات يندرج ضمن "السلطة التقديرية الواسعة" المعترف بها له، طالما أنها لا تؤدي إلى عدم معقولية واضحة. في هذا الصدد، تستشهد المحكمة ضمنيًا بالحكم رقم 40/2019 الصادر عن المحكمة الدستورية، والذي أنقذ تشديد العقوبات على جرائم المافيا بمنطق مماثل.
يقدم الحكم بذلك إضافة أخرى إلى الفقه الشرعي الذي يقدر مبدأ تخصيص العقوبة حتى في ظل وجود حدود قصوى مرتفعة.
بالنسبة لمن يدافعون عن متهمين بموجب المادة 74 من المرسوم الرئاسي 309/1990 المشددة، فإن القرار له ثلاثة جوانب استراتيجية على الأقل:
تؤكد محكمة النقض، في حكمها رقم 11494/2025، أن ظرف التشديد المسلح في تهريب المخدرات لا ينتهك المبادئ الدستورية، طالما أن القاضي يمارس سلطة الموازنة بشكل صحيح. يغلق القرار (على الأقل في الوقت الحالي) الطريق أمام الانتقادات بعدم الدستورية، وينقل تركيز الاستراتيجيات الدفاعية إلى تقدير الظروف المخففة وجودة الحجج القضائية. بالنسبة للعاملين في القانون الجنائي، يظل من الضروري مراقبة الأحكام المستقبلية للمحكمة الدستورية، حيث لا تزال المسألة "معلقة"، ولكن أيضًا صقل الأدوات الإجرائية المتاحة لضمان عقوبات تتناسب حقًا مع الحالة المحددة.