يقدم القرار رقم 8928 المؤرخ في 28 يناير 2025 (المودع في 4 مارس 2025) الصادر عن محكمة النقض، الدائرة الجنائية السادسة، رؤى هامة للمحامين والعاملين في مجال القانون الجنائي الدولي. يتمحور القرار حول مصير الطعن المقدم أمام محكمة النقض من الشخص المطلوب تسليمه بعد إلغاء أمر الاحتجاز المؤقت الذي كان قد صدر بشأنه. تعود أصول القضية إلى الإجراءات المتخذة ضد F. G. J.، الذي أكدت محكمة الاستئناف في جنوة احتجازه المؤقت تمهيدًا لتسليمه.
كان على المحكمة العليا أن تقرر ما إذا كانت مصلحة الطاعن في النظر في طعنه ضد رفض طلب إلغاء الاحتجاز لا تزال قائمة، عندما تم إلغاء أمر الاحتجاز الأصلي خلال فترة نظر الطعن أمام محكمة النقض. ارتكزت الحجة الدفاعية على إمكانية استخدام أي قرار مواتٍ لتقديم طلب تعويض عن الاحتجاز غير المشروع، وفقًا للمادة 314 من قانون الإجراءات الجنائية.
فيما يتعلق بتسليم المطلوبين إلى الخارج، فإن المصلحة في الطعن أمام محكمة النقض، المقدم من الشخص المطلوب تسليمه ضد قرار رفض طلب إلغاء الاحتجاز المؤقت، لا تزول إذا تم إلغاء أمر الاحتجاز الأصلي خلال فترة نظر الطعن، شريطة أن يكون الطاعن قد أعرب شخصيًا، وقدم تبريرًا كافيًا، عن نيته استخدام أي قرار مواتٍ لتقديم طلب تعويض عن الاحتجاز غير المشروع.
بمعنى عملي، تؤكد المحكمة أن زوال إجراء الاحتجاز لا يؤدي تلقائيًا إلى زوال المصلحة في الطعن: يجب التحقق مما إذا كان الطاعن قد أشار، بتبرير دقيق، إلى نيته استخدام نتيجة إجراءات النقض للحصول على التعويض المالي المنصوص عليه في القانون.
أسس قضاة النقض قرارهم على مجموعة من القواعد:
يقع هذا الحكم ضمن خط تفسيري متسق مع السوابق القضائية رقم 49861/2018، 52813/2018، 554/2023، و 36945/2024، وكذلك مع قرارات الدوائر الموحدة رقم 6624/2012 و 7931/2011، حيث سبق التأكيد على أن انقضاء إجراء الاحتجاز لا يؤدي بالضرورة إلى زوال المصلحة، شريطة أن يكون للطعن آثار عملية ملموسة.
تحدد محكمة النقض متطلبات صارمة:
تستجيب هذه المقاربة لمبادئ الاقتصاد في الإجراءات وطول مدة المحاكمة المعقولة، متجنبة الإعلانات التلقائية بعدم القبول التي قد تحرم من تعويض محتمل لمن تعرض لاحتجاز تبين أنه غير مشروع.
بالنسبة للمحامين الذين يمثلون الأشخاص المطلوب تسليمهم، يقدم الحكم قائمة مرجعية عملية:
يعزز القرار رقم 8928/2025 فكرة أن تكون المحاكمة الجنائية موجهة نحو حماية الحقوق الفعلية للمتهم، حتى عندما يتضمن السيناريو سلطات أجنبية وإجراءات احتجاز مؤقت «وظيفية» لتسليم المطلوبين. سيجد المحامي الذي يعمل في المجال الدولي في هذا القرار أداة مفيدة للحفاظ على حق موكله في تعويض مالي محتمل، وتجنب أن يؤدي إلغاء إجراء الاحتجاز المؤقت إلى عقبة إجرائية لا يمكن تجاوزها.