مع الحكم رقم 15659/2025، تعود الدائرة الجنائية الثالثة في محكمة النقض إلى العلاقة الحساسة بين المصالحة والجرائم الضريبية، وخاصة مسألة الوصول إلى الإجراءات التفضيلية المنصوص عليها في المادة 444 من قانون الإجراءات الجنائية عندما لا تتوفر الشروط المنصوص عليها في المادة 13 مكرراً، الفقرة 2، من المرسوم التشريعي 74/2000. يهم القرار خبراء الضرائب والمحامين الجنائيين لأنه يعيد تحديد حدود "العقوبة غير المشروعة" و "العقوبة غير القانونية"، مما يؤثر على مرحلة التنفيذ ومبدأ عدم المساس بالحكم النهائي.
قام المتهم ف. م. بالمصالحة على جريمة عدم تقديم الإقرار الضريبي (المادة 5 من المرسوم التشريعي 74/2000) دون سداد الدين الضريبي أولاً. قام قاضي التحقيق في باري بتطبيق العقوبة المتفق عليها، على الرغم من أن المادة 13 مكرراً تتطلب السداد الكامل للضريبة كشرط للوصول إلى الإجراء. في مرحلة التقنين، اعترضت النيابة العامة على عدم قانونية العقوبة، مطالبة بإلغائها في مرحلة التنفيذ.
رفضت محكمة النقض الاستئناف، مفصلة بين:
العقوبة المطبقة فيما يتعلق بالجرائم الضريبية في غياب الشروط المطلوبة، وفقاً للمادة 13 مكرراً، الفقرة 2، من المرسوم التشريعي 10 مارس 2000، رقم 74، للوصول إلى الإجراء، هي عقوبة غير مشروعة، ولكنها ليست غير قانونية، لأنها ليست منفصلة عن النظام القانوني ولا تتجاوز الحد القانوني من حيث الجنس أو النوع أو الكمية، وبالتالي لا يمكن إلغاؤها في مرحلة التنفيذ نظراً للأثر المانع للحكم النهائي. (حالة تتعلق بالمصالحة على جريمة عدم تقديم الإقرار الضريبي وفقاً للمادة 5 من المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، لم يسبقها السداد الكامل للدين الضريبي).
يوضح المبدأ أن انتهاك المادة 13 مكرراً لا يؤثر على جوهر العقوبة، التي تظل متوافقة مع الحدود القانونية؛ لذلك لا يمكن اعتبارها غير فعالة "بأثر رجعي". تستدعي المحكمة سوابقها (محكمة النقض 552/2020؛ الدائرة الموحدة 5352/2024) وتؤكد مجدداً مبدأ الشرعية الإجرائية: يجب الاعتراض على الخطأ من خلال وسائل الطعن العادية، وليس أمام قاضي التنفيذ.
يقدم القرار رؤى عملية:
من ناحية، يتماشى القرار مع اجتهادات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تقدر اليقين القضائي (قضية ريابخ ضد روسيا). من ناحية أخرى، يذكر المساهمين بأن استبعاد "العقوبة غير القانونية" لا يمنع مصلحة الضرائب من اتخاذ إجراءات مدنية لاسترداد الضريبة المتبقية، بما يتماشى مع التوجيه الأوروبي 2017/1371 (المعروف باسم PIF).
يقدم الحكم رقم 15659/2025 توازناً بين تفضيل المتهم وحماية الخزانة العامة: عدم توفر شروط المادة 13 مكرراً يجعل العقوبة غير مشروعة ولكنها ليست غير قانونية، مما يحافظ على فعالية المصالحة التي أصبحت نهائية. بالنسبة للمهنيين، يعني ذلك مزيداً من الاهتمام في مرحلة ما قبل الاتفاق؛ بالنسبة للمتهمين، الوعي بأن عدم السداد لن يمكن تصحيحه لاحقاً. الخط الفاصل الذي رسمته محكمة النقض يعمل كبوصلة للتنقل بين القانون الجنائي الضريبي والمبادئ الدستورية للشرعية والمدة المعقولة للإجراءات.