عالم القانون في تطور مستمر، ويمكن للتفسيرات القانونية أن يكون لها تأثير كبير على حل النزاعات. مؤخرًا، أثار الأمر رقم 11387 الصادر في 29 أبريل 2024، عن محكمة النقض الإيطالية، قضايا مهمة تتعلق بالولاية القضائية في المسائل التعاقدية. تقدم هذه الحكم رؤى مثيرة للاهتمام لفهم كيف يمكن للقواعد الأوروبية أن تؤثر على قرارات القضاة الإيطاليين، خاصة في السياقات عبر الوطنية.
نظرت محكمة النقض، برئاسة القاضي داسكولا، في قضية رفع فيها مواطن إيطالي دعوى ضد محاميه الدنماركي للمطالبة بمبالغ تم تحصيلها فيما يتعلق بتسوية أنهت نزاعًا أمام سلطة قضائية دنماركية. كانت المسألة المركزية تتعلق بولاية القضاء الإيطالي والاختصاص الخاص المنصوص عليه في المادة 7 من اللائحة الأوروبية رقم 1215 لسنة 2012.
ينص هذا الحكم على أن قاضي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مختص بالنظر في نزاعات معينة، حتى لو لم تكن مرتبطة مباشرة بعقد، بشرط وجود التزام قانوني تم الوفاء به بحرية. لذلك، كان على المحكمة تقييم ما إذا كان الالتزام المعني يمكن اعتباره تعاقديًا، حتى لو لم ينشأ عن عقد رسمي.
فيما يتعلق بولاية القضاء الإيطالي، فإن الاختصاص الخاص، المنصوص عليه في المادة 7 من اللائحة الأوروبية رقم 1215 لسنة 2012، قائم حتى في الحالات التي لا ينبع فيها الالتزام المطروح أمام المحكمة بشكل صحيح من عقد، بشرط أن يكون من الممكن تحديد التزام قانوني تم الوفاء به بحرية، حيث يجب تفسير مفهوم المسائل التعاقدية، الذي تشير إليه المادة المذكورة، بالإشارة إلى أهداف وهيكل اللائحة النظامي، وكذلك المبادئ المستمدة من جميع الأنظمة القانونية الوطنية. (في هذه الحالة، أعلنت محكمة النقض اختصاص القضاء الإيطالي بالدعوى، التي رفعها شخص مقيم في إيطاليا، للمطالبة بإدانة محاميه الدنماركي بدفع المبالغ التي حصل عليها تنفيذاً للتسوية التي أبرمها العميل لإنهاء نزاع تم أمام السلطة القضائية في الدنمارك).
لهذا القرار تداعيات عملية متعددة، تستحق التأكيد عليها:
لذلك، فتحت المحكمة طرقًا جديدة لحماية حقوق المواطنين الإيطاليين الذين يجدون أنفسهم متورطين في نزاعات مع مهنيين أو كيانات من دول أعضاء أخرى.
في الختام، يمثل الأمر رقم 11387 لسنة 2024 خطوة إلى الأمام في تحديد الولاية القضائية على الصعيدين الأوروبي والوطني. لا يقتصر نطاق أهميته على القضية الفردية، بل يمتد إلى جميع النزاعات التي تشمل التزامات قانونية عبر وطنية. من الضروري أن يكون المهنيون القانونيون والمواطنون على دراية بهذه الديناميكيات للتنقل بفعالية في المشهد القانوني الأوروبي المعقد.